ما إن تتحدث إلى شخص ما عن كروية الأرض أو تسطحها حتى تنهال عليك منه قائمة من أسماء العلماء المسلمين الذين أكدوا كروية الأرض، والسؤال المنطقي الذي نبسطه في بداية هذا المقال هو: هل كل الكرات التي تحدث عنها هؤلاء العلماء لها نفس المعنى؟ من أبجديات وبدهيات المنطق أن معاني الكلمات والألفاظ تتغير عبر الزمن بتعدد استخداماتها والسياقات التي ترد فيها، وليس من الإنصاف ولا من الأمانة العلمية تقويل الناس ما لم يقولوه، عن طريق غض الطرف عن تغير معاني الكلمات، وكمثال بسيط لتتضح الفكرة، نذكر تقسيم ابن خلدون للعمران البشري إلى عمران حضري وعمران بدوي، واعتباره القرية نموذجا للعمران الحضري، بينما نحن في زمننا نعتبر القرية نموذجا للعمران البدوي. وبناء على ما سبق، يتحتم الرجوع إلى معاني "الأرض كروية" في مؤلفات السابقين حتى نتبين المعاني التي أرادوها وهي تلك المطابقة لما كان متداولا في زمنهم، على أساس أنه حتى تشابه المعاني اللغوية والاصطلاحية، لا يعني بالضرورة تشابه التصور، لأن هناك الكثير من الألفاظ والمصطلحات التي تقفز من كونها مصطلحات لا مشاحة فيها، إلى اعتبارها مفاهيم يختلف على معناها حتى من عا
نشرت فيديو على صفحتي على الفيس بوك، يتضمن ردا على الدكتور علي منصور الكيالي بخصوص عذاب القبر، وقد فوجئت بتعليق يطلب صاحبه مني أن أرد على فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، لذلك رأيت أنه من اللازم كتابة هذا المقال لأوضح فيه الكثير من الأمور: 1- لا نحتاج إلى الرد على الشيخ الشعراوي، بقدر ما نحتاج إلى توضيح موقفه الذي لا يستوعبه الكثير من الناس؛ وبيت القصيد من هذا الكلام هو التنبيه إلى أن المعلق كان يعتقد أن الشيخ ينكر عذاب القبر جملة وتفصيلا، وبالتالي فهذا يهدم ردنا حول رأي الدكتور الكيالي. لكن المعلق نسي أنه احتج علينا برأيين متعارضين يفند بعضهما بعضا، فالشيخ الشعراوي يعتبر عذاب القبر متمثلا في عرض العذاب على الكافر/العاصي حين موته،( يعني العذاب الذي ينتظره يوم القيامة). بينما الدكتور الكيالي لا يكتفي بإنكار عذاب القبر، بل يجزم أن الكافر يكون "راقد ومرتاح" كما قال في أحد فيديوهاته، ويعني بذلك أنه يكون في مرحلة فناء. 2 - الشيخ الشعراوي له فيديوهات كثيرة حول عذاب القبر، ولمعرفة رأيه الحقيقي لا بد من ترتيبها زمنيا حتى يتم تحديد موقفه النهائي، لكن الواضح مما اطلعنا عليه منها هو أنه
عندما يأتينا الحديث عن ما يسمى “بالأرض المجوفة” من أشخاص ينتمون إلى الغرب فهذا أمر مستساغ إذا صنفناه في خانة “الخيال العلمي والأدبي”، فهي حتى وإن كانت نظريات تخالف كل الأدلة العلمية التي أثبتت كروية الأرض، إلا أن الطابع النفعي لها، والذي قامت عليه الحضارة الغربية حاضر فيها بقوة، فنجد كما هائلا من الأفلام وغيرها، تتحدث عن الأطباق الطائرة، والكائنات الفضائية والمخلوقات الغريبة. وقد ربح أصحابها من المنتجين والمخرجين والمؤلفين أموالا أكثر خيالية من تلك النظريات والقصص نفسها. لكن عندما تأتينا أفكار عن “الأرض المجوفة” من بني جلدتنا فإن هذه مشكلة كبيرة، ليس لأن الفن والإعلام لم يرق إلى نظيره في الغرب؛ بل لأن أصحاب هذه النظريات قد يستندون في طروحاتهم على ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة والقرآن الكريم حول “الأراضين السبع”، هذا بالإضافة إلى الشمس التي تغرب في عين حمئة كما جاء في قصة ذي القرنين في سورة الكهف. وينضاف إلى ما سبق قصة يأجوج ومأجوج الواردة في نفس السورة فقد جعلت بعض هؤلاء الباحثين، يركبون على إحدى العبارات القرآنية الواردة في قوله تعالى: (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُو