حبة الطماطم التي قصمت ظهر الحمار
يُحكى أن رجلا ابتاع حمارا، من ورثة شخص كان يستخدمه لبيع بضاعته من الطماطم قبل وفاته، فقرر أن يستخدمه لنفس الغرض وهو بيع الطماطم، فكان كلما مر بحي من الأحياء، يبدأ الحمار بالنهيق وكأنه يشير على صاحبه الجديد بالتوقف، لأنه كان يعرف الدُّور التي يشتري أصحابها الطماطم، لكن البائع كان يمتعض من صوت الحمار، لأنه كان يشوش على صوته وهو يعرض جودة سلعته. قد تبدو هذه القصة منذ الوهلة الأولى خيالية، ليس لأننا اعتدنا أن يمارس الحمير في زماننا دورا أكبر أهمية من مجرد بيع بضع حبات من الطماطم في الطرقات والأزقة، وليس لأننا اعتدنا أن يبيع بعضهم أشياء أخرى غير الطماطم، بل لأن القضية تستلزم أن يجمع راوي القصة بين الإنسانية و”تَحِيمَارِيتْ” حتى يفهم ما كان يقوله البائع، وفي نفس الوقت ما كان يدور في رأس الحمار فيعبر عنه بنهيقه، ما دامت معجزة سيدنا سليمان عليه السلام قد انتهت منذ زمن بعيد؛ أي أن الراوي كائن أكثر خرافية من حمار يبيع الطماطم، وهذا سبب كاف للتشكيك في القصة. وقد يذهب خيال البعض بعيدا، فيُسقط هذه القصة على بعض السياسيين الذين يبيعون الوهم للناس، لكن هذا القياس باطل من أساسه، إذ لا مجال للمقارنة ب