ثقافة الضرب والضريب بالمغرب
في الدول المتقدمة كل الناس والمؤسسات يسيرون وفق مخططات، أما نحن في المغرب “غير كنضربو ونخطاو”. وحتى إذا لم نخطئ فإن الإنجاز الوحيد الذي سيتحقق حسب هذا المثل هو “الضريب”، علما أن هذا الأخير يهدم أكثر مما يبني. وإذا لم تقتنع عزيزي القارئ بهذا الكلام لا تنتظر مني أن أقول لك خذ قسطا من الراحة كي تستطيع التركيز واستخدام المخ الموجود في رأسك، بل أقول لك بكل بساطة: إذا لم تفهم فأنت “مضروب في عقلك”، لذلك الحل الوحيد هو”سير ضرب راسك مع حيط”..فيا لها من وسائل للإقناع… آسف على العبارات السابقة، لكن لم أجد طريقة أخرى، كي “أضرب” لك مزيدا من الأمثلة المغربية التي توضح “فلسفة الضرب”، لكن إذا تعجبت من كون “الضرب” فلسفة، أقول لك: بعد أن أصبحت “عفا الله عن اللصوص الذين ضربوا الميزانية” فلسفة، بدل الضرب على أيديهم بقوة؛ فكل شيء، من الآن فصاعدا، يمكنك اعتباره فلسفة. المشكلة هي أنه حتى عملية الضرب الرياضية أصبحت عندنا مقترنة بـ”الضريب”: فالتلميذ في المدرسة لا يمكنه أن يحفظ جدول الضرب إلا بالضريب، وكأن حفظ جدول الضرب أهم من حفظ حياة الإنسان وسلامته. ولأن ذلك التلميذ الصغير يعرف أن سلامته أولى من جدول الضرب